الخميس أول من أمس ٩ الجاري كانت الذكرى الـ»٥٤» لاستشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، البطل الفريق أول «عبد المنعم رياض» – «الجنرال الذهبي» –، الذي نال هذا اللقب في نهاية بعثة تعليمية إلى «الإتحاد السوفياتي القديم» لاتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، مابين ١٩٥٨/٤/٩، و١٩٥٩ حيث أتمها بتقدير ممتياز، و لُقّب بـ»الجنرال الذهبي».
«والذى أستلهمنا من بطولته معانى المجد والتضحية .. أتقدم بتحية تقدير وإعتزاز لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا دمائهم وأرواحهم من أجل أن تظل راية مصرنا العزيزة عالية خفّاقة بين الأمم» – من تقدير الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسى» – للجنرال الذهبي ، خلال عرض الفيلم التسجيلي «بطل بيسلّم بطل» والذي يحكي لمسيرة الشهيد البطل «الفريق عبدالمنعم رياض» من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية في الجيش المصري،وذلك خلال حضوره فعاليات الندوة التثقيفية الـ ٣٥ للقوات المسلحة المصرية؛ بمناسبة الاحتفال ب»يوم الشهيد» والمحارب القديم، الذي تحتفل فيه مصر والقوات المسلحة في الـ٩ من مارس/ آذار من كل عام .
والذي يوافق ذكرى استشهاد «الجنرال الذهبي الفريق أول عبد المنعم رياض» في ١٩٦٩/٣/٩، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، الذي خلّد الوطن استشهاده بالاحتفال سنويًا به.
ولِمَ لا، وقد أعطى القدوة الحسنة والمثل الصالح لكل رجال القوات المسلحة المصرية ، هؤلاء الرجال الرجال الذين لا يهابون الموت، عقيدتهم «النصر او الشهادة»، يتقدمون الصفوف مع الضباط وصف الضباط والجنود، بتواجدون معًا داخل أرض المعركة.
هذا الاستشهاد الذي أصبح رمزًا لجميع شهداء مصر في نضالهم وقتالهم لعدوهم ، وفي مقدمة هذا النضال حروب أربعة عقود من القرن العشرين الماضي، هذا، ويتمتع إستشهاد «الفريق أول عبد المنعم رياض» بوصفه أقدم رتبة عسكرية في القوات المسلحة المصرية، بل لا أبالغ إذا قلت إنه أكبر رتبة عسكرية تستشهد في ميدان المعركة في جيوش العالم الثالث كله حتى الآن.
والجدير ذكره في هذا السياق أن جنازته العسكرية المهيبة في القاهرة، كانت أكبر جنازة تشهدها «مصر التاريخ» حتى ذلك الوقت، ورابع أكبر جنازة على الإطلاق في تاريخ مصر، [ بعد جنازة «الزعيم جمال عبد الناصر» في ١٩٧٠/١٠/١، التي ودّعه فيها أكثر من ٧ ملايين مواطن مصري]، وجنازة سيدة الغناء العربي كوكب الشرق «أم كلثوم» في ١٩٧٥/٢/٥، التي ودعها فيها أكثر من ٣ ملايين شخص، وجنازة العندليب الأسمر « عبد الحليم حافظ» في ١٩٧٧/٤/٢، التي تخطت الـ ٢،٥ مليون ونصف المليون شخص.
هذا وقد تقدم «الرئيس ناصر» جنازة «الفريق رياض» إلى مثواه الأخير داخل النصب التذكاري كرمز لشهداء «مصر التاريخ»، كما كرّمه بمنحه رتبة «فريق أول»، ومنحه أيضاً «نجمة الشرف» العسكرية، أرفع وسام عسكري في مصر، ليتحوّل يوم ٩ مارس / آذار من كل عام بعدها إلى «يوم الشهيد» في «مصر التاريخ».
هذا ، يُعتبر» شهيد الواجب الجنرال الذهبي اافربق أول عبد المنعم رياض» واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، يحمل أوسمة وميداليات عدة منها «وسام الجدارة الذهبي» الذي ناله بعد نجاحه في ادارة العمليات والخطط في القاهرة، والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين في حرب ١٩٤٨، ومنها أيضًا «ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة»، و «وسام نجمة الشرف» المصري، و «وسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير» من لبنان، و «وسام الكوكب الأردني طبقة أولى.
The post بقلم يحيى أحمد الكعكي – يوم الشهيد العربي appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
