19 April, 2024
Search
Close this search box.
ثروة الغاز… نعمة أم نقمة؟؟؟
Spread the love

كتب عوني الكعكي:

هل يصلح العطار ما أفسده الدهر…؟ فالكثير من العناوين تصلح لوصف هذا الملف الخطير، الذي يفضح السلطة اللبنانية والزعماء اللبنانيين جميعهم من دون استثناء طبعاً بدءاً بفخامة الرئيس الذي يعتبر المسؤول الأول عن كل الدولة اللبنانية. وللأسف فإنّ الرئيس لا يهتم إلاّ عندما تكون الأمور ضد مصلحة صهره عندها يَفْعَل ما يريد ليعيد الفائدة لصهره أو له شخصياً.

ملف النفط هذا فتح منذ 12 سنة، وهو يتعلق بموضوع ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي، وهو مطروح على طاولة المباحثات… يُسًرّع حيناً ثم يتباطأ أحياناً أخرى، حسب مزاج ومصلحة «إسرائيل». هذا من ناحية. أما من ناحية ثانية فإنّ السلطة في لبنان، مستعدة كي تختلف على أي شيء، صغيراً كان أو كبيراً، وهذا النمط نعيشه منذ اغتيال شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري. وبالتأكيد منذ وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد وخروج سوريا من لبنان حيث أصبح حزب الله هو الحاكم الفعلي في لبنان.

بالعودة الى موضوع الغاز المرتبط بالاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان و»إسرائيل» نشير الى ان «إسرائيل» اعتمدت عامل الوقت للاستفادة من الموقف بينما انصرف اللبنانيون الى قضاء وقتهم بالتلهّي بخلافاتهم الداخلية… إسرائيل استمرت في أعمال الاستكشاف وحفر آبار الغاز الموجودة في بحر فلسطين، كذلك تبيّـن لها من خلال أعمالها ان هناك آباراً مشتركة بين لبنان وفلسطين المحتلة.

تقدّم الوفد اللبناني المفاوض بدراسة علمية تبيّـن حق لبنان في ما يسمّى «خط 29»، وهو الخط الذي يسجل حق لبنان كاملاً في حقل «قانا» وجزء من حقل «كاريش»، كما يضمن حق لبنان كاملاً في البلوكات (8 و9) التي تحوي المليارات من «الأقدام المكعبة» من الغاز.

وبين ليلة وضحاها وضع فخامته يده على خط الاتصالات وعلى الملف المتعلق بالتفاوض مع العدو الاسرائيلي محاولاً وضع شروط على المفاوضات… والملاحظ هنا انه عندما تسلم فخامته الملف غاب المفاوض الاميركي بشكل مفاجئ.

هنا لا بد من الإشارة الى ان الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية والحكومة مجتمعة رفضت تعديل المرسوم 6433 الذي يحفظ حق لبنان بكامل حقوقه وحدوده البحرية وإرساله الى الأمم المتحدة، وهذا المرسوم كان سيمنع اسرائيل من الاستمرار في تعدياتها على حدودنا البحرية الرسمية، لا بل وصلت بها الحال الى عدم احترامها للقوانين الدولية، إذ أعلنت عن وصول الـ«Energean power» التي تعتبر أضخم مصنع عائم لتسييل الغاز وتخزينه وتوريده عبر الأنابيب أو عبر بواخر أخرى، والتي كلفت الشركة المالكة أكثر من مليار دولار أميركي وهي Flooting productions to rage and off loading، والتي يمكن تشغيلها والبدء باستثمار آبار الغاز في «إسرائيل» خلال ثلاثة أشهر كون هذه الآبار قد تمّ تجهيزها بالكامل خلال السنوات الماضية وأصبحت جاهزة للعمل مع وصول الباخرة المذكورة Energean power.

وبالعودة لموضوع لبنان، فإنّ أي مسعى للتوصّل الى اتفاق مع الكيان الصهيوني على الحدود البحرية يحتاج الى ما بين ثلاث وخمس سنوات للانتهاء من عمليات حفر الآبار وتجهيزها وربطها بخطوط بحرية واستخراجها، والغريب هنا ان الحكومة اللبنانية لم تباشر العمل في بعض البلوكات داخل مياهها الإقليمية والتي لا يوجد خلاف حولها، فالشركات الثلاث التي عملت في البلوك رقم ٤ تركته وأغلقته ودفنت معه جميع المعلومات والدراسات التي كان من المفروض أن تسلّم للدولة اللبنانية، ونعني هنا شركة «توتال» الفرنسية و»ايني» الايطالية و»نوفاتيك» الروسية، والتي كان على هذه الشركات وبموجب العقد الموقع معهم المباشرة بالحفر في البلوك رقم 8 ولكنها تمنّعت حتى تاريخه عن البدء بالعمل، وطالبت الدولة اللبنانية بتجديد فترة العقد، فوافقت الحكومة على هذا التمديد.

إذاً، ما هو واضح ان «إسرائيل» وحتى قبرص ستباشر بتصدير غازها في القريب العاجل، ولبنان سيحتاج الى سنوات عديدة للحاق بها، ولا بد من التذكير، بأنّ لبنان حتى لو توصّل الى استخراج الغاز سيواجه مشكلة الربط في الخط الاسرائيلي الاوروبي إن كان مباشرة عبر قبرص أو عبر تركيا، وسيكون لبنان عاجزاً عن الاستفادة من غازه ما لم يبادر الى بناء محطة «تغويز» وتكون جاهزة لتصدير الغاز عبر بواخر خاصة.

إنّ حكوماتنا المتوالية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تتحمّل كامل المسؤولية عما آلت إليه الأمور حتى وصلت الى طريق شبه مسدود.. ونحن نعلم ان موضوع المفاوضات مرتبط بالسياسة الإقليمية والدولية، وستستعمل ورقة الغاز للضغط على لبنان لتوقيع ورقة تفاهم مع «إسرائيل» والعمل على مشاركتها الغاز في مياهنا الإقليمية بما يسمّى Win Win situation ويكون ذلك بداية التطبيع..

وتأتي زيارة المبعوث الأميركي هوكشتاين كمؤشر الى ما ستؤول إليه المفاوضات، وما هو مستقبل الغاز في لبنان. كما مستقبل الغاز في إسرائيل وإمكانية منع اسرائيل من الاستفادة من غازها ما لم يصل لبنان الى غازه.

[email protected]

The post ثروة الغاز… نعمة أم نقمة؟؟؟ appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات