ياسيدْني جِئْتُكِ وَالْهَوى في خاطـِري
نَـغَـمـــاً تَســـامى وَالسَّــــلامَ أُرَدِّدُ
مِـــنْ أَرْضِ لُبْــــنانَ الوَفــــاءِ تَحِيَّةً
أَهْـلــوكِ أَهْـلــــي أُمّــَةٌ تَـتَـوَحَّــــدُ
أنـا مِـنْ هُـنـــاكَ رِســـالَـةً أَبَـدِيَّــــةً
قدْمــوسَ في أَفْيــــــائـِــها أَتَرَصَّـــدُ
أَنــا مِـنْ رُبى صنـّينَ عَنْدَلَــةُ الْهَوى
يا ســــيدْني حُـبُّـــكِ رايَــةٌ تَتَمَجَّـدُ
لَبْــــنانُ في عُمْقِ الرِّســــالةِ وَالْمُنى
بَيْروتُ عُـذْراً جِئْتُ سيدْني أُمَجِّـــدُ
يا دُرَّةً وَشَــمَ الْمُحـــيطُ بَـهــــاءَها
شَـمْساً تَشُــــعُّ وَبِالسَّــــناءِ تُغَـــرِّدُ
حـــاكَتْها أَبْــراجُ السَّـــماءِ أَساوِراً
وَالْجِسْــرُ دَفْـــقَ عُروقـِها يَتَفَصَّــدُ
سيدْني قَــوافي الحُـبِّ مَوْعِدُها هــُنا
فَـــوْقَ الْخَـلـــيجِ لآلِـــئاً تَتَـــــوَرَّدُ
أُمَـمٌ بِـــحَجْمِ مُحيطــِها حَـلَّـتْ بِها
أُمَـمٌ حِــجابَ سَـــمائِـــها تَتَصَيَّـــدُ
جـــاءَتْ تَشــيدُ حَضـارَةً عَصْـــرِيَّةً
وَاللّـــوْنُ في أَشْـــتاتِــــها يَتَعـــــَدَّدُ
بَـــيْروتُ قَبْلَـــكِ شَرَّعَتْ أَبْـــوابَها
لِلْعـــــــابِرينَ دِيــــارَها فَتَسَـــيَّدوا
لِلْـهـــارِبينَ مَـعـــــاقِلاً أَبَـــــــدِيَّــةً
فَتَــرَبَّـعـوا في أَرْضِـــــها وَتَمَــرَّدوا
لِلْخــــائِفينَ مَلاجِــــئاً روحِـــــــيَّةً
فَاسْتَــفْرَسوا في حَقِّـــها وَاسْتَأْسَدوا
لِلظّـــــالِمـــــينَ مَــــنارَةً وَثَـنـِيَّـــةً
لِلتّـــائِهينَ مَرافِـــئاً فَاسْتَرْشَــــــدوا
لِلْجــــــاهِلينَ مَعـــاهِداً وَطَنِـيَّـــــةً
دَكّوا صُـروحَ بِنائِـــــها وَتَشَـرَّدوا.
ياسيدْني جِئْتُكِ وَالْهَوى في خاطِري
دَرْبَ الْـــــوَلاءِ عَلى الدَّوامِ أُعَبِّــدُ
كَبُرَتْ بِحَجْمِ فَضــــائِها أَحـــْلامُنا
وَالْبَحْــــرُ أَرْقــــامَ الغُــــزاةِ يُعَدِّدُ
يَسْـــتَوْعِبُ الأَحْــــلامَ في أَمْواجِهِ
نَغَــــماً خَجولاً تـــــائِهاً يَتَوَجَّـــدُ
تَــــخْبو كَما النّـــيرانُ في آفــاقِها
وَالشَّــــوْقُ في أَعْـــماقِها يَتَسَرْمَدُ
يا ســــيدْني جِئْتُكِ نَغْمَةً صــوفِيَّةً
تَحْيا عَــــلى مَرِّ الدُّهـــورِ وَتَخْلُدُ
