اسرائيل لن تحارب بعد اليوم! هذه الحقيقة التي، ربما تكون صادمة للبعض، أصبحت معروفة في العالم كله تقريبا، وتضج بها وسائط الاعلام في الشرق والغرب، وتتناقلها التقارير الديبلوماسية في دول كبرى ومتوسطة وصغرى. ولعل الداخل الاسرائيلي لاسيما الرأي العام لن يكون متساهلا مع أي طرف يقوده الى الحرب.
وهذا انقلاب في المعادلات الداخلية. اذ درج رؤساء الحكومات المتعاقبون على السلطة في الكيان العبري على «التحمية» (بين حروب واعتداءات قاسية) قبيل أي استحقاق كبير، مثال انتخابات الكنيست التي باتت على الأبواب . الا ان هذه النغمة التي كانت وازنة في مقدار المكاسب لم تعد كذلك، ومن يتابع الاعلام في الكبان العبري يتبين له ان أكثريته لم تنفك ترفع الصوت ضد ما أخذت، منذ سنوات، تسميه بـ «المغامرات» غير محمودة العواقب …
وما أدرجناه أعلاه في متناول جميع متابعي الاعلام الألكتروني في وسائطه متعددة الألوان والاتجاهات .
ومع اقرارنا بأن القيادة العدوة درجت على عدم التوقف طويلا، في الظاهر على الأقل، عند الرأي العام الغربي والعالمي عموما، ولكن هذه العنجهية بدأت تتراجع بشكل ملحوظ.
ولا يتطلب الأمر كثيرا لأخذ العبرة من التطورين الأخيرين ان على صعيد العدوان المجرم على غزة وأيضا مسألة ترسيم الحدود الاقتصادية المائية مع لبنان: في الاثنين معا هدد قادة اسرائيل بالحرب الساحقة الماحقة … ولكن سرعان ما جاء التراجع سريعا بعد صمود غزة التي واجهت العدوان باللحم الحي. والتراجع جاء بالنسبة الى التهديدات حول الترسيم مع لبنان بعد توحيد الموقف اللبناني والمسيرات التي وجهتها المقاومة وما تلاها من صُوَرٍ استراتيجية .
هل يعني هذا ان الروح القدس حلّ على الصهاينة وفيهم؟ أبدا! فقط أدرك العدو الثمن الباهظ الذي سيدفعه .
وبالتالي فإن اسرائيل لا تزال قادرة على إلحاق الأذى الكبير جدا بلبنان من خلال القصف التدميري. ولكنها، في المقابل، ستنال حصّتها، وهي كذلك ستكون موجعة. من الدمار والاصابات .
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – إسرائيل تدمر ولا تقاتل appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
