أمران لا أشكّ لحظة في اقتناعي بشأنهما. أمّا الأمر الأوّل فهو اقتناعي الأكيد بأن الرئيس نبيه بري الذي استقبل، أمس، اللواء عباس ابراهيم قد تداول واياه في موضوع جوازات السفر المحجوبة عن اللبنانيين لأسباب يعود تقديرها إلى المديرية العامة للأمن العام، وفي طليعتها التأخير في تواجد هذه الجوازات الناتج عن التأخر في صرف الاعتمادات ذات الصلة بنفقات طباعتها…
أما الأمر الثاني فهو يقيني بأن موضوع جواز سفر الطفلة حفيدتي التي جاء بها والداها الى لبنان لم يصل إلى علم حضرة اللواء عباس ابراهيم، وإلّا لكان قد وجد سبيلاً إلى منحها جوازاً يوقف معاناة تشبه الإقامة الجبرية.
والقصة، يا سعادة اللواء أن ولدي وزوجته جاءا إلى لبنان، من مكان إقامتهما في قطر مصطحبَين طفلتهما ذات الأربعة أشهر، حاملة جواز laissez – passer من قنصليتنا في الدوحة لتمضية نحو أسبوع في ربوع الوطن… الآن صارت الطفلة ابنة خمسة أشهر، ويتعذر عليها مغادرة لبنان، المسجلة في سجل النفوس فيه، لأنها لا تملك جواز سفر. لم يقبلوا منا الطلب في المنصة لأنها متوقفة… تدخّل أصدقاء ومسؤولون ووزراء وادّعوا (ولم أصدق ادعاءهم) أن اللواء ابراهيم رفض فك أسر هذه العيلة اللبنانية بالرغم من اطلاعه على هذا الوضع الحرج والحسّاس، إذ في المرة الأولى تم تأجيل موعد الرجوع، ما كبّد العيلة نحو ألف وخمسماية دولار فرقاً. وبعد تأجيلٍ ثانٍ اضطر الوالد أن يسافر غير مرة الى مقر عمله (مدير الإبداع والتنفيذ في شركة إعلانات عالمية كبرى). ثم ان للطفلة مواعيد مع طبيبها الخاص.
وشخصياً تعذّر عليّ مقابلة اللواء عباس ابراهيم لأشرح له دقة الوضع.
ثم قلنا إننا لا نُصرّ على جواز سفر للطفلة فقط نأمل في منحها أي ورقة تمكنها من مغادرة بيروت، التي ستعود إليها في شهر تموز المقبل لتتقبل سرّ العمادة… وذهبنا أبعد فطلبنا إدراجها على جواز والدتها…
فيا حضرة اللواء ابراهيم، أنا أدرك الأسباب التي أخّرت، حتى اليوم، توافر جوازات السفر، ولكنني أدرك أن الذي حقق إنجازات إقليمية ودولية كبرى، عجزت عنها الدول هو قادر بالتأكيد أن يفكّ أسر حفيدتي التي من حسنات هذه المعاناة أننا نعمنا بوجودها ووالديها بيننا.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – اللواء عباس… أناشدك appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
