يمكن الجزم بأن لبنان دخل نادي الدول المنتجة الغاز والنفط، سيان أوُقع «اتفاق هوكشتاين» خلال ساعات أو أيام أو لم يوقع في القريب العاجل». وهذه النقلة النوعية سيترتب عليها الكثير من النتائج في بلد تحول شعبه من البحبوحة إلى الحاجة، ومن الازدهار إلى الذل، ومن رغد العيش إلى ما دون خط الفقر. ولبنان لم يكن بلداً فقيراً، وهو لا يزال غير فقير حتى اليوم، إلاّ أن «الجماعة السياسية» قادته إلى أخطر أنواع التدهور والانهيار (…)، جراء سوء القيادة وسوء الإدارة و… سوء الأمانة! وليس من باب المصادفة أنه كان، في ستينات وسبعينات القرن العشرين الماضي البلد الذي سجّل الدخل الفردي الأكثر ارتفاعاً بين بلدان المنطقة بما فيها تلك المنتجة للنفط، وكان بعضها ينتج 14 مليون برميل يومياً (12 مليوناً في إطار أوبك، ومليونان في سوق روتردام الحرّة آنذاك)…
لغيرنا أن يدخل في السجال الدائر حول الكلام على التفريط في الحقوق الوطنية والسيادية في الاتفاق المزمع إبرامه قريباً جداً والكلام المضاد الذي يقول أصحابه إن الاتفاق أُنزِل منّاً وسلوى على لبنان في قفة هبطت من السماء، فهذا الأمر متروك إلى خبرائه، ولا نزعم أننا منهم… ولكن ليؤذن لنا أن نُشدّد على عدم ثقتنا بالطبقة السياسية التي عاثت في البلد فساداً ونهباً وتجاوزاتٍ مخزيةً، بأن تتولّى، هي ذاتها، الإشراف على الثروة الغازية والنفطية التي هي ملك الأجيال القادمة. نُبدي هذا التحفظ مع معرفتنا الأكيدة بأن القوانين والنصوص اللبنانية ذات الصلة باستخراج ثروتنا الدفينة تحت أعماق بحرنا هي من الأحدث والأكثر شفافية في العالم، لأن صياغتها أخذت في الاعتبار تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار فتجنّبت سلبياتها وطوّرت إيجابياتها. إلّا أننا ملدوغون من جحور الطبقة السياسية مراراً وتكراراً.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري -النادي الكبير appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
