29 March, 2024
Search
Close this search box.
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «هزلت وبان عجازها»
Spread the love

ونأسف كثيراً لاستخدامنا هذا العنوان الذي يستحضر المثل الشهير الآتي من التراث، والذي يدل على البهدلة والشرشحة… ولكنه ينطبق على واقع حالنا المغرق في الشناعة. أما بعض الذين يتولون الشأن العام عندنا (في القيادات والنيابة والسياسة عموماً) فإن ما نشاهد ونعاين ونعاني من لعبتهم  الفاسدة والتافهة، بالغة الضرر، في المسلسل السخيف الذي موضوعه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فيدعو ليس الى القرف وحسب، إنما خصوصاً الى الحزن الشديد بأن نكون، نحن ولبنان، بين الأيدي التي تعتبر البلد ملعباً وتتعامل مع الشعب كأنه كرة قدم يتقاذفونها بالأرجل الهمجية.

ما هذه اللامبالاة؟ ما هذا الإمعان في ضرب آخر مقومات هذا الوطن؟ ما هذه الجريمة التي تُرتكب بحق البلاد والعباد؟

من أين لهم هذه الوقاحة في المضي بهذا الاستهتار بنا حاضراً، وبمستقبل أبنائنا والأحفاد؟

من خوّلهم أن يواصلوا هذه اللعبة القذرة؟ من أعطاهم هذا السلطان ليمتهنوا كرامتنا وكرامة وطننا؟

من كلّفهم أن يشوهوا ديموقراطيتنا التي اكتسبناها حلالاّ زلالاً يوم كان هذا الشرق (ولا يزال بمعظمه) غارقاً في الظلام؟

على من يكذبون؟

على من ينافقون؟

وأي لبناني في الداخل ودنيا الانتشار تجوز عليه هذه الألعبانيات؟

مَن يجهل أنهم خاضعون لأهوائهم ومكتسباتهم وقد أفقروا لبنان ودفعوا بشعبه الى قعر الفقر والجوع والإذلال لينعموا بمص ما تبقى من قطرات دماء في الشرايين الواهية؟!.

إن أقل ما يقال في بعض هؤلاء الذين يتولون شؤوننا، ويشبّحون باسمنا، ويسمنون من لحمنا وشحمنا، إن أقل ما يقال فيهم إنهم مجرمون تجب محاكمتهم، ليس أمام محكمة التاريخ وحسب، بل خصوصاً أمام القضاء الجزائي.

هل يظن هؤلاء الممسكون برقابنا ويشدون عليها الخناق، أن الاباء المؤسسين كانوا لا يتخلفون ساعة واحدة عن موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية؟ ألا يعرفون أنهم كانوا يتوافدون الى قاعة الانتخاب وكل منهم يعرف، سلفاً، ما اذا كان رابحاً أو خاسراً. ولكن الخاسر كان يحضر قبل الرابح.

إننا لسنا نبكي على الزمن الجميل فقط لأنه مضى وحسب، وإنما بالذات لأنه كان ولّاد رجالٍ، أصحاب قرار، أصدقاء للخارج القريب والبعيد من الند الى الند، ولم يكونوا عبيدا عنده!

وبالتالي إنها أزمة رجال.

[email protected]

The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «هزلت وبان عجازها» appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات