25 April, 2024
Search
Close this search box.
قطاع الشّطار إلى الإنهيار
Spread the love

انهيار القطاع المصرفي، دفن جنى عمر اللبنانيين تحت التراب و انهيار القطاع الصحّي، سببّ بهجرة أنجح و أكفئ الأطباء إلى بلاد الإغتراب فأصبحنا نخاف أن نمرض أو نحتاج دخول المستشفيات الغير مجهّزة لا بالطواقم الطبّية ولا بالماكينات المتطوّرة. والكارثة الكبرى عند انهيار القطاع التربوي، معلّمات و أساتذة يطالبون مدارسهم بحقوقهم المهدورة منذ سنوات، والتّي إذا دُفعت لهم الآن لا تكفيهم لشراء “ورق تواليت”لبيوتهم. يسألون أين ذهبت كلّ الزيادات على الأقساط سنة تلو السنة ولكن لا حياة لمن تنادي. أتعلمون أنّ نحو ثمانين بالمئة من المعلّمين في وطننا رواتبهم تحت سقف المليوني ليرة لبنانيّة؟

.هؤلاء المعلّمون خرّجوا أجيالاً من الأطبّاء و المهندسين و الفنّانين و السياسيّين الفاسدين منهم و الأوادم

أتعلمون أنّهم عندما اتّحدوا و قرّروا أن يمتنعوا عن التعليم، إلى حين تحسين أجورهم، قُمعوا و هُدّدوا بالصرف من عملهم؟

أتعلمون أنّهم آنهانوا من إدارات مدارسهم “العريقة والمحترمة” مع التّحفّظ؟

أتعلمون أنّهم كافحوا و ناضلوا و طلبوا و طالبوا من أجل عيش كريم يسمح لهم بتأمين حاجاتهم البيتيّة والإنسانيّة فقط؟

فماذا تنتظرون من مسؤولين يشحذون إحترام معلّماتهم و أساتذتهم، بسبب قلّة التقدير، قلّة الأدب، قلّة الأخلاق، قلّة الرقي بالتعاطي؟

أتعلمون أنّهم إذا عادوا، عادوا بإشمئزاز و قرف تجاه كلّ من لم يساهم بتحسين أوضاعهم؟

فماذا تنتظرون من معلّمات و أساتذة يعيشون تحت وطأة الفقر ولا أحد من المسؤولين يحرّك ساكناً؟

.في وطني دُفنت التربية تحت عُروش هؤلاء الّذين يصنّفون نفسهم قادة و مسؤولين و تربويين و متديّنين

.قطاع الشطّار انهار والويل لأُمّةٍ تسمح لآخر شعلة أمل فيها أن تنطفئ

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات