نقل عن سفراء مجموعة الخمس الذين التقوا المسؤولين في بيروت لوضعهم في اجواء الاجتماع الاخير الذي عقد في باريس في السادس من الجاري، قلقهم واستياؤهم الشديدان والكبيران من استمرار الاوضاع الداخلية على ما هي عليه الآن.
وكشفت مصادر ديبلوماسية في اتصال مع”الشرق” ان السفراء حثوا خلال جولاتهم على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وعدم التلطي وراء ظروف دولية او اقليمية غير مواتية او سانحة لانتخاب رئيس، لأن من شان ذلك أن يوصل البلاد إلى الهاوية والانهيار الكلي لكل مؤسسات الدولة.
وإذ عبروا عن استمرار دعم لبنان على المستويات كافة، اكدوا في المقابل ان الدول الخمس الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية ،مصر وقطر، بصدد اتخاذ إجراءات قاسية وصارمة تجاه اي جهة تقف وراء تعطيل او عرقلة انتخاب رئيس جديد، بمعنى آخر ان الدول الخمس في صدد درس نسبة وضع عقوبات سياسية على كل طرف يسعى إلى تعطيل او عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، حتى ولو كان هناك تباين في وجهات النظر بين الدول المعنية حول هذا الامر.
وفي هذا الإطار، كشفت المعلومات ان المجتمعين لم يتطرقوا إلى اسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية بقدر ما انهم وضعوا المعايير الأساسية التي يمكن ان يتحلى بها الرئيس المقبل، مثل اجماع القوى السياسية حوله، ان يكون نظيف الكف غير متورط بفساد او سمسرات، ان يكون لديه حس وطني في اعادة لبنان الى الحضن الدولي والعربي، وان يتمتع برؤية حول اعادة كيفية ترميم الاقتصاد اللبناني المنهار عبر إجراء إصلاحات ضرورية بأسرع وقت ممكن…
وفي هذا الإطار علم ان المجتمعين وضعوا مسودة بيان، الا ان بعض التباينات او الاختلافات في وجهات النظر لاسيما في ما يتعلق في القضايا الحساسة حالت دون صدوره، على الرغم من ان هذا الاجتماع التشاوري الذي كان على مستوى ديبلوماسيين، كان اجتماعا مثمرا للغاية على المستويات السياسية والاقتصادية.
وأكد المرجع اعلاه انه لم يكن محتم صدور بيان رسمي عن المجتمعين، إنما الاكتفاء برفع تقرير إلى المراجع الديبلوماسية العليا.
وفي الإطار ذاته ،أكدت المصادر الديبلوماسية ان السفراء اكدوا وجوب إجراء الإصلاحات المطلوبة وانتظام عمل المؤسسات كي تتمكن الحكومة الجديدة من الاستفادة من مساعدات البنك الدولي كما المساعدات الاقتصادية الاخرى، وبالتالي فإن اي غياب للاصلاحات سيحرم لبنان من اي مساعدات بنيوية مخصصة له.
فالاصلاح المالي والسياسي امران لا يمكن فصلهما عن بعضهما لاعادة تكوين اقتصاد وبنية قوية للبنان.
وختمت المصادر بالقول ان الاتصالات والمشاورات بين الدول الخمس مستمرة ومفتوحة من دون تحديد اي موعد جديد للاجتماع مجددا. فالظروف وحدها تستدعي عقد لقاء آخر، وربما قد يكون على مستويات أعلى.
The post كتبت تيريز القسيس صعب: سفراء «الخماسية» للمسؤولين اللبنانيين: لا تتلطوا وراء ظروف دولية إقليمية appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
