من جديد يحضر لبنان في قمة دول جنوب الاتحاد الأوروبي التي تنعقد اليوم الجمعة في اسبانيا، وذلك من خلال كلمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام قادة الدول. فالمتابعة الدولية، وبشكل خاص الاوروبية للوضع الداخلي اللبناني، لاسيما ما حصل امس في مجلس النواب من عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لن تمنع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من التطرق في كلمته أمام القادة الاوروبيين عن مستجدات الأوضاع وتطوراتها على الساحة السياسية لاسيما وأن استحقاقات مهمة جدا ينتظرها المجتمع الدولي، ابرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما سيتركه هذا الامر على الوضع الداخلى والخارجي، خصوصا وأن مرحلة او حقبة جديدة سترسم ملامح التعاون والتعامل مع لبنان.
وفي هذا الاطار، أكد مرجع سياسي بارز في العاصمة الفرنسية ان تطرق ماكرون الى الوضع اللبناني أمام القادة الاوروبيين رسالة واضحة ومفيدة لكل من يعنيهم الأمر، أن باريس تتابع حيثيات الاتصالات الجارية بين الاطراف السياسية اللبنانية، وأنها على استعداد للمساعدة في تخطي العقبات التي تحول دون توصل اللبنانيين الى التفاهم حول مرشح للجمهورية، لكنها في الوقت عينه لا تفرض باريس شروطها او تدخلها او لديها اسم مفضل عن آخر ،لأنها تؤمن باللعبة الديموقراطية التي تحلى بها النظام اللبناني.
وأشار المرجع اعلاه إلى أن اوروبا وتحديدا فرنسا تشجع وتحث النواب اللبنانيين القيام بواجبهم الدستوري، واحترام المواعيد الدستورية، والاستماع لإرادة الشعب. وبالتالي فان المجتمع الدولي والعربي، كما الدول الفاعلة على الساحة اللبنانية، لن تسمح من اعادة تجربة الفراغ الرئاسي التي حصلت قبل انتخاب الرئيس ميشال عون.
وإذ اعتبر ان كل الضغوط التي تمارس على لبنان من مختلف الجهات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى توافق النواب حول اسم مرشح جديد لسدة الرئاسة، ولو ان طريق الاتفاق شاقة ومعقدة.
من هنا، فإن المرجع اعلاه وصف ما حصل امس في المجلس النيابي باللعبة الديموقراطية المطلوبة، حتى ولو كانت نتائجها معروفة سلفا. وبالتالي فإن استمرار الاتصالات والمشاورات بين الكتل النيابية خير دليل على ان الديموقراطية في لبنان لا تزال بالف خير على الرغم من الازمات، والأزمات المتتالية التي أنهكت لبنان سياسيا واقتصاديا. وقال: من الواجب، لا بل من الضروري جدا انتخاب رئيس جديد للجمهورية واجراء اصلاحات سياسية طال انتظارها. فلبنان وشعبه يستحقان مساعدة المجتمع الدولي والعربي، كما أن صندوق النقد وضع خططا ومشاريع لمساعدته وإعادة تحريك عجلته الاقتصادية، وهو في انتظار الاصلاحات التي طال انتظارها.
The post كتبت تيريز القسيس صعب: ماكرون ماضٍ في مساعيه للتفاهم وانتخاب رئيس appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
