25 April, 2024
Search
Close this search box.
لا مبادرة ولا عقوبات على لبنان
Spread the love

كتبت تيريز القسيس صعب:

على وقع التحركات الدولية والعربية تجاه لبنان، تحط نائبة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى السفيرة بربارا ليف في بيروت خلال الساعات المقبلة في إطار جولة تشمل الاردن، إسرائيل، مصر . لتقودها اخيرا الى لبنان. فأميركا التي لم تظهر اهتماما كبيرا للاتفاق السعودي الايراني في الشكل، تؤكد مصادرها في واشنطن انها لن تتخلى عن بذل كل الجهود الايلة إلى إحلال السلام في الشرق الاوسط، وهي تعتبر ان لبنان هو من البلدان ذات الأهمية والمتابعة من قبل الإدارة الاميركية.

وتشير المعلومات الى ان ليف لا تحمل معها أية مبادرة رئاسية، بل ستكرر موقف بلادها المتعلق بالنقاط التي تم بحثها في مؤتمر باريس الخماسي حول لبنان الذي انعقد في شباط الماضي. فالولايات المتحدة ، وبحسب المتابعين، لا تريد الدخول في أسماء المرشحين او دعم أشخاص على حساب آخرين، لكنها تعتبر ان تمسك الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجيه من شأنه تعقيد الأمور لا حلها، وسيكون دافعا لمزيد من الانقسامات والتوترات والصراعات السياسية في لبنان.

المراجع الديبلوماسية نقلت عن ليف قولها “انها ستكون حازمة، صريحة وقاسية الى ابعد الحدود من خلال الرسائل التي ستوجهها الى المسؤولين، ومن خلال التعاطي اللامسؤول لبعض الساسة في لبنان، ومقاربتهم للاوضاع الدولية والاقليمية وربطها بالتسويات الخارجية.”فالادارة الاميركية ستعيد تذكير المسؤولين في لبنان بواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية، وبانه يتوجب عليهم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت على ان يتبعه تشكيل حكومة تتعاون مع صندوق النقد الدولي لانقاذ هذا البلد من التدهور الاقتصادي الذي لم يشهده في تاريخه.

المسؤولة الاميركية معروفة بحدة طبعها في توجيه الرسائل مباشرة، لا تحمل اي مبادرات اوخطة او حتى لن تلوح باي عقوبات قد تضعها الادارة الاميركية تجاه شخصيات تعرقل مسار انتخاب رئيس، لكنها ستعزز وتدعم التحرك الذي تقوده السفيرة دوروثي شيا في لبنان لحث المسؤولين على انجاز هذا الاستحقاق المهم حرصا على امن واستقرار البلد، وانتظام عمل المؤسسات فيه عبر اجراء الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد والتي ما تزال حبرا على ورق.

فزيارة المسؤولة الاميركية التي خلفت دايفيد شنكر، تأتي في إطار توجيه رسالة تحذيرية لكل من يهمه الامر من مغبطة المس باستقرار وأمن البلد،  واستكمال ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل عبر ضرورة وضع لبنان على طريق المسار الانقاذي الصحيح.

إشارة الى ان ليف وخلال زيارة الوفد النيابي الاخير الى الولايات المتحدة منذ اسبوعين، انتقدت بشدة المسؤولين في لبنان لتقاعسهم من خلال تعطيل جلسات انتخاب رئيس، وقد نقل احد النواب عنها قائلا: “لقد خذلتنا حكومة الرئيس ميقاتي، فلم تقم باي شي طلب منها لاسيما مع صندوق النقد الدولي.فهي وعدت ولم تفي بالوعد…”

في الخلاصة الولايات المتحدة لا تريد أن يتحول لبنان الى دولة فاشلة. فالادارة الاميركية تتابع عن قرب التواصل الفرنسي السعودي من دون التدخل المباشر، وهي تامل في ان يتحلى الرئيس المقبل بعلاقات جيدة مع الخارج وبشكل خاص مع دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية، وان يكون على مستوى حل الازمات السياسية والاقتصادية، وان تبقى المؤسسات العسكرية الضامن الاوحد لانهاض واستقرار لبنان.

[email protected]

The post لا مبادرة ولا عقوبات على لبنان appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات