29 March, 2024
Search
Close this search box.
نشرة اوكرانيا
Spread the love

تنقسم اليوم “نشرة” أوكرانيا الى قسمين كالتالي:

1-         الوضع العسكري على الأرض

2-         الـ blitzkrieg الروسي والسابقة الفنلندية (1939-1940)

1-         الوضع العسكري على الأرض

الحدث الأبرز في اليوم العاشر من الاجتياح يتمثل بوقف اطلاق النار وفتح معبر انساني في مدينة  Marioupol الجنوبية بمبادرة روسية، وذلك بهدف إجلاء المدنيين بعد حصار ومعارك ضارية. نفس الأمر يحدث في مدينة مجاورة لها هي مدينة Volnovakha. دخل الجيش الروسي الى Marioupol بدليل حرب الشوارع التي تدور فيها حيث تشهد هذه المدينة عمليات نهب من الروس للمتاجر خاصة السوبرماركت.

تجدر الإشارة الى أن هذه المدن هي تحت الحصار من دون ماء أو كهرباء أو تدفئة، مع حرارة تبلغ 10 درجات تحت الصفر.

لماذا هذه المبادرة الروسية بوقف اطلاق النار وفتح معبر انساني؟

أولاً :Marioupol  تختزن بداخلها أكثرية القوة الأوكرانية المقاومة في الجنوب، وخروج المدنيين يجعل “التعامل” مع هذه المقاومة أسهل

ثانياً: يهم الرئيس بوتين أن يظهر بمظهر أكثر انسانيةً، يهتم بالمدنيين سعياً لتلميع صورته، خاصة بعد أن تم عزله في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لم يجد من مؤيدين له سوى أربع دول: بيلاروسيا، كوريا الشمالية، سوريا واريتريا، وبعد الدمار الهائل الذي ألحقه بهذه المدينة وغيرها.

الهدف التالي كما ترينا إياه الخريطة، هو مدينة أوديسا. بالسيطرة على Marioupol و Odessa، يكون بوتين قد تمكن من وصل القرم مع اقليم الـ Donbass وروسيا الأم. أيضا، مدينة Odessa تفتح له المجال بالتواصل الجغرافي مع المقاطة المحتلة في مولدافيا ألا وهي Transnistria.

بسيطرته على هاتين المدينتين، يكون بوتين قد حاز على مرفأ المناجم في Marioupol وبالتالي أحكم قبضته على بحر Azov و مع السيطرة على Odessa يحكم قبضته على مرفأ تصدير الحبوب وعلى البحر الأسود (يوجد الآن ما يقارب ال 10 ملايين طن من القمح والذرة عالقين في هذا المرفأ). هذا ما يحمي ظهره من أي انزال محتمل من حلف التاتو.

بهيمنته على بحري أزوف والأسود، يكون بوتين قد أغلق منافذ أوكرانيا على البحار وتتحوّل الى Landlocked Country.

يجدر بنا التوقف عند ما جرى في مدينة Kherson حيث أراد الروس أن يوزعوا مساعدات غذائية لما بقي من السكان، مع تغطية اعلامية. فإذا بالسكان يأتون رافعين الأعلام الأوكرانية. مما أجبر الروس على إلغاء هذا التوزيع.

2-         الـ blitzkrieg الروسي والسابقة الفنلندية (1939-1940)

عند بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كانت الدعاية الاعلامية تقول أنّ كييف سوف تسقط خلال أربعة أيام. وإذا بها صامدة لليوم العاشر من الاجتياح.

طبعا، نحن لا نقول أنه لا يوجد اختلال بموازين القوى بين الجيش الروسي والأوكراني. لكن الشيء بالشيء يُذكَر. هذا الهجوم يرجع بنا الى هجوم الاتحاد السوفياتي على فنلندا – ما اصطُلِحَ تسميته بـ “حرب الشتاء” (1939-1940). اندلعت هذه الحرب بمطلب سوفياتي بضم أراضٍ فنلندية لها بحجة حماية مدينة Leningrad التي تبعد 32 كلم فقط عن الحدود الفنلندية.

هجم السوفيات على الجيش الفنلندي في شتاء بلغت حرارته 43 درجة تحت الصفر. بالرغم من اختلال موازين القوى الهائل لصالح السوفيات من حيث عدد الجنود والدبابات كما الطائرات، استطاع الفنلنديون تكبيد السوفيات خسائر كبيرة جداً. انتهت تلك الحرب بمعاهدة سلام في موسكو حيث تنازل الفنلنديون عن 9% من أراضيهم.

ضعف اداء الجيش السوفياتي في هذه الحرب هو أحد الأسباب الذي شجّع الزعيم النازي آنذاك أدولف هتلر لإطلاق الـ Operation Barbarossa بعد 15 شهراً من توقيع معاهدة السلام في موسكو، وهو ما جعل الفنلنديون يقاتلون مع النازيين بما عُرِفَ بالـ Continuation War.

الآن التاريخ يعيد نفسه مع الأوكرانيين.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات