«تيجي تفهم تدوخ».
مثل شعبي تونسي يُعمل به في كل الدول العربية.
وهذا حالنا في لبنان.
نحاول أن نفهم فندوخ.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم، كيف تكون المعارضة أكثرية في العلن، وفي الإقتراعات السرية يفوز العونيان، الياس بو صعب بمنصب نائب رئيس المجلس، وآلان عون بأمانة السر، وتجتاح الممانعة رئاسات اللجان النيابية بأغلبيتها الساحقة.
دوّخونا… فهل هم معارضة فوق الطاولة… وموالاة تحتها؟.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم، كيف يكون الضحك بلا سبب من قلة الأدب، ولا يكون التنازل عن جغرافيتنا البحرية من قلة الوطنية؟.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم، كيف ترفع المقاومة إصبعها في وجه الدولة، وإذا جدّ الجد رفعت يديها مستسلمة لإرادتها وقرارات حكومتها؟.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم، كيف يُتهم العدو الإسرائيلي، من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، باستفزاز لبنان والإعتداء على ثرواته النفطية، وفي الوقت نفسه، يمنحان «حقله الكاريشي» شرعية دولية وفق قانون البحار وقوانين الأمم المتحدة؟.
يا عباقرة التفاوض، لم يبق خبير في لبنان وخارجه، لم يشرح لكما أن حقل كاريش لا يمكن اعتباره منطقة نزاع، إذا لم يتم إعتماد الخط 29.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم، كيف يسعى المصرف المركزي إلى شفط الدولار من الأسواق، وكيف يبيح وزير السياحة، وخلافاً للدستور، للمطاعم شفط الدولار من السائحين.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم ضرورة قانون الكابيتال كونترول، وكيف يتم إعفاء أصحاب المطاعم من قيوده، على اعتبار أن مليارات السياحة لن تخرج عن حكمة الأجداد «خلي مخزنك عبك».
دوّخونا عندما حاولنا أن نفهم خطة التعافي، فكنّا كمن يقرأ في أكاذيب ليلى عبد اللطيف.
وعدٌ بعودة الكهرباء بعد عام 2025.
وعدٌ باستعادة أموال صغار المودعين، على أمل أن يعيش هذا المودع الصغير إلى أن ينبت الحشيش خلال أربع أو خمس سنين.
وعدٌ بتوافر القمح والدواء بتوافر التبرعات الدولية وقروض صناديق النقد. علماً بأن طبقة «الاسفنجيات» تتزايد في الدولة وفي جمعيات المجتمع المدني.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم كيف يكون الأمن مستقراً ومستتباً، بينما يشحذ الجائعون سيوفهم ليشهروها قريباً في وجه الدولة التي تأكل لحم شعبها.
دوّخونا، عندما حاولنا أن نفهم لماذا يطالب الشعب بمحاكمة المنظومة الحاكمة، ولا يطالب بمحاكمة الجماهير المستسلمة لجوعها وطوابير ذلها وأكاذيب حكامها من فوق إلى تحت.
دوّخونا، ونحن نحاول أن نفهم سر العلاقة المقطوعة بين تصريحات عون وميقاتي… وبين الصراحة.
بصراحة،
ربما لأن من شب على شيء شاب عليه.
The post حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – دوّخونا appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
