25 April, 2024
Search
Close this search box.
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين اللامصنّفون ؟!.
Spread the love

هل من المحتّم أن يكون اللبنانيون، جميعُهم، مصنّفين بين فريقين كبيرين: 8 آذار و14 آذار؟ (وضمناً بين حزب الله وحلفائه من جهة، وأخصام الحزب وحلفائهم من جهة مقابلة، باعتبار أن توصيف الآذاريين من الطرَفين لم يعد واقعياً وعلى الأقل لم يعد دقيقاً). ألا يمكن إيجاد كوكبة من الشخصيات المستقلة عن هذين الانتماءَين، من دون أن تكون على عداء معهما؟

يتخذ السؤال أهميته من حاجة لبنان الملحّة، في هذه المرحلة الزمنية الفاصلة والستراتيجية، إلى فريق عمل يكون مقبولًا من الطرفَين وحلفاء كلٍّ منهما، ليستطيع أن يتحرك بين الجميع، على أن يكون مجرّداً من الأهواء والمصالح الذاتية، أما هواه فلبنان، وأما مصلحته فاللبنانيون وضرورة العمل الجاد على إقالة البلد من عثراته، والسعي لإيجاد مخارج من الأزمات المتناسلة التي تضيق الخناق على أعناق اللبنانيين حتى ما قُبيل النَفَس الأخير.

طبعاً لن يكون في قدرة هؤلاء أن «يشيلوا الزير من البير»، إنما يطلعون بالأفكار الخلّاقة الفذّة التي يمكن أن تشكل قواسم جامعة بين الأطراف كلّها، أو أقلّه بين معظمها من الجانبين.

تتكوّن هذه الكوكبة من شخصيات ليست فقط ذات قبول شبه عام، إنما أيضاً ذات خلفيات أخلاقية وثقافية وسياسية (لِمَ لا؟)، ومشهود لكل منها بالاستقامة ونظافة الكف، فتتواصل مع الأطراف كافة، وتتقدم ببضعة أسماء أصحابها مستقلون قولًا وفعلاً عن الصراعات الداخلية، وليسوا على عداء مع أي طرف، ويملكون تجارب مميزة بإيجابيتها في الحقلين العام والخاص، ومنفتحون على الخارج العربي والدولي، ليتم اختيار واحد منهم لرئاسة الجمهورية، مع اتفاق مسبق على حكومة العهد الأولى.

وإذا كانت تجاربنا في الماضي القريب قد أثبتت أن هذا الأمر ممكن بتدبير وإسهام من الخارج (الطائف والدوحة مثالاً) فلماذا لا تكون ممكنة بفعل محض لبناني؟

هل ترانا نحلم؟ هل نتوهم أننا في المدينة الفاضلة؟ أو لعلّنا نذهب بعيداً في حسن النية؟!.

[email protected]

The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين اللامصنّفون ؟!. appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات