في حمأة هذا الصراع الداخلي الذي تشارك فيه الأطراف كلها تقريبا، يلوح بريق أمل بين الغيوم الدكناء من خلال احتفال السراي الكبير، أمس، بانضمام قطر رسمياً، الى مجموعة الاستثمار والتنقيب عن الغاز والنفط في مياهنا الإقليمية ما يضفي مزيداً من الجدية على إمكان استثمار هذه الثروة الطبيعية الضخمة التي من شأنها أن تعيد العافية الى الاقتصاد اللبناني اذا أُحسِنَت إدارتُها واستغلالها بعيداً عن «تقاليد» جماعة الفساد والنهب والأشداق المفتوحة على التهام المال العام، لتضيف المزيد الى ما راكمت حتى الآن من سطو على حقوق الناس وخصوصاً السلبطة على رغد العيش، ودفع اللبنانيين الى الفقر والجوع والإذلال…
وبين المشهد المشرِق في السراي الكبير والمشاهد المروّعة في كل مكان من هذا الوطن الصغير المعذّب ثمة جرعة إنعاش معنوية يأمل اللبنانيون أن تكون مشاركة دولة عربية ودولتين أوروبيتين (عبر الشركات العالمية الكبرى التابعة لكل منها) بمثابة الضمانة الموثوقة كي لا يتسلّل الفاسدون والمافيات و«خبراء» الشفط واللهط الى هذه الثروة التي هي حق صُراح للأبناء والأحفاد من أجيال المستقبل الذي ينتظرنا.
الى ذلك نأمل أن يضع أركان «الجماعة السياسية» أحقادهم وضغائنهم جانباً، وينتخبوا رئيساً للجمهورية، وبالتأكيد لن تنتظم أحوال لبنان مع استمرار الشغور في قصر بعبدا… وهو أمر لا مناص منه، اذ إن البدء في الإجراءات التي تقود الى التنقيب ربّما تقتضي قوانين ومراسيم تنفيذية قد تواجه عراقيل عديدة في غياب رأس البلاد، إضافة الى أهمية دور الرئيس عموماً وليس فقط في شأن الغاز والنفط وحسب. إلّا أن الدلائل لا تشير الى ذلك، ما يدعو الى أسف كبير، وبالذات إزاء المشهد الموجع في القضاء والذي يمضي قدماً نحو مزيد من التفاقم، مع ما يترتب عليه من تداعيات مأساوية.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الغاز والنفط و…الضمانة appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
